

الرهبنة الفرنسيسكانية
اهتدى فرنسيس ليعيش بحسب تعاليم الإنجيل، وبالنتيجة غدا فيما بعد قائدًا لخبرة إيمانيّة تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ الكنيسة, فانضم إليه عدد غفير من الرهبان الذين اتسموا بكونهم فقراء. كانت هذه أولى التسميات التي عرفت بها جماعة أسيزي الناشئة، ونظرًا لانتشار مصطلح فقراء، لدى العديد من الجماعات، لدرجة أن الفقر أصبح الورقة الرابحة لمهاجمة الكنيسة، أطلق فرنسيس على جماعته اسم "الإخوة الأصاغر".
كانت بداية نشأة الرهبنة الفرنسيسكانيّة (الإخوة الأصاغر) سنة 1209، عندما توجّه فرنسيس إلى الكنيسة الأم، بقانون كتبه لتنظيم حياة جماعته. حازت الجماعة الناشئة على الاعتراف الكنسيّ من فم الحبر الأعظم البابا اينوتشنسوس الثالث الذي اعتمد شفهيًّا نهج حياتهم: العيش بحسب تعاليم الإنجيل المقدس.
عاش فرنسيس ورفاقه وبشروا بالانجيل أولاً في أسيزي، ومنها إلى جميع الاماكن التي يوجههم إليها العلي. فبعد أول رحلة إلى روما انضمّ كثيرون إلى فرنسيس ورفاقه الأوائل مثل جوفانّي الملقب بالبسيط وروفينو وليوناردو وليون وجينبرو وجاكمو وبتشيفيكو وإيليا وآخرين.
كان بعضٌ مِن طبقة الأشراف ومِن الفقراء، مِن الإكليروس ومِن والعلمانيين، أرستقراطيِّين وضمن عامة الشعب، مُتَعَلِّمِينَ وغير مُتَعَلِّمِين، فأعضاء الجماعة الأولى يعبرون في تكوينهم عن ثقافات مختلفة وعن مجتمعات مختلفة ولكنهم اختاروا جميعًا أن يتبعوا الإنجيل وأن يعيشوه في البساطة معًا.
تتكون الرهبنة الفرنسيسكانيّة اليوم من ثلاث عائلات كُبرى، هيّ: الإخوة الأصاغر، والإخوة الأصاغر الديريون، والإخوة الأصاغر الكبوشيون.