حراسة الاراضي المقدسة
رهبنة الاخوة الاصاغر تنتشر اليوم في 110 بلداً مقسمة الى اقاليم رهبانية. من بين اهم الاقاليم اقليم حراسة الاراضي المقدسة المنتشر في فلسطين, اسرائيل, الاردن, سوريا، لبنان، مصر وجزيرتي قبرص ورودي.
يرقى الأصل إلى القديس فرنسيس الأسيزي عندما أثرت فيه محبة المسيح الفقير والمصلوب في مطلع القرن الثالث عشر، فتوجه إلى الشرق الأوسط لزيارة هذه الأماكن التي لا تزال حتى اليوم تشكل شهادة ثمينة لتجلي الله ومحبته للإنسان. خلال رحلة الحج هذه، وعلى الرغم من الحروب، التقى في دمياط بمصر بالسلطان الملك الكامل الأيوبي سنة 1219 الذي كان حكمه يمتد حتى الأراضي المقدسة، وكان هذا اللقاء سلمياً فشكل بداية حضور الفرنسيسكان في الأراضي المقدسة وحدّد طريقة وجود الإخوة الأصاغر على مر القرون حتى يومنا هذا.
يتجلى لدى القديس فرنسيس والفرنسيسكان، حب تجسد المسيح في قلوبهم، ولهذا أحبوا الأرض المقدسة منذ نشأتهم. حب هذه الأرض يعني لهم حب المسيح، لأن التجسد لايمكن أن يتم بدون مكان. ولا نستطيع أن نفكر بالمسيح دون أن نحبه ونحب أرضه أيضًا .وبسبب تعلق الفرنسيسكان بإنجيل المسيح وتجسده، فإن كنيستنا الكاثوليكية أوكلت إليهم مهمة المحافظة على أماكن الخلاص سنة 1342
ثمة وسائل ملموسة للسهر على الأماكن المقدسة مثل: إحياء الأماكن المقدسة من أجل الحجاج والكنائس المحلية، وذلك من خلال الليتورجيا، الترحيب بالزوار الذين يفدون من أنحاء العالم للصلاة، والمحافظة على الأبنية في هذه الأماكن نظرا لفعاليتها وقدسيتها ..
حب الحجارة التي تحافظ على ذكرى يسوع يدفع حراس الاراضي المقدسة إلى حب الحجارة الحية، أبناء الكنائس المسيحية، والتي تعيش هنا منذ قرون. وتمارس حراسة الأرض المقدسة كثيرا من الأنشطة التكوينية والاجتماعية، والتي تهدف إلى تدعيم الوجود المسيحي في الأرض المقدسة، مثل: المدارس، تشييد المنازل، مساعدة المحتاجين على أشكالهم.
حراسة الاراضي المقدسة ما زالت الى يومنا الحاضر تخدم في شرقنا الحبيب وتبذل الغالي والنفيس في سبيل المسيح وخدمة الكنيسة والمجتمع.